التفسير العلمي والدينى للضمير

مفهوم الضمير

لغويا : يعرف الضمير على أنه ما تضمره فى نفسك ويصعب الوقوف عليه كما يعرف على أنه استعداد نفسى لادراك الخبيث من الطيب من الأعمال والأفكار والتفرقة بينها واستحسان الحسن واستقباح القبيح منها *1

نفسيا : من الصعب تحديد تعريف واحد يتفق عليه علماء النفس ولكن يمكن تعريفه على أنه مجموعة متماسكة نسبيا من المبادئ الخلقية المستنبطة لتقويم ماهو خطأ بالنسبة للافعال المؤداة أو المأمولة ولقد ذهب المؤمنون تاريخيا الى الربط بين الضمير وصوت الله

عز وجل ومن ثم اعتبروا الضمير فطريا . *2 , حيث الخير يعرف بالفطرة والشر يعرف بالفطرة , غير أن يوجد وجهة نظر أخرى تقول بأن الضمير مكتسب ومتعلم وأن وصف فرويد للأنا العليا لتفسير أصل الضمير وطريقة نموه , وكما يرى فرويد فأن الأنا العليا تقوم بثلاثة أدوار : مراقبة الذات - إقامة المثل العليا - الضمير الخلقى ويظهر دوره فى حالة صراعه مع الأنا ومن التعريف الأكثر شمولية لكلمة ضمير ومرادفتها الأنا العليا هو تعريف أنا فرويد التى أختلفت مع والدها فى العديد من النقاط

وتعرف الأنا العليا - الضمير - على أنها : هو الروح المعنوية المورثة عن المدنيات السالفة وهو وليد الأخلاق والتعاليم الدينية وهو إلى جانب ذلك يعبرعن الروح المعنوية المكتسبة من الوالدين أو من يقوم مقامهم باعتبارهم المثل العليا فى نظر الطفل *3 , ومن تأمل هذا التعريف نجد أن الضمير فطرى ومكتسب , الجانب الفطرى منه يعود إلى الأخلاق التى يولد الأنسان بها مثل حب الخير وحب الجمال والجانب المتعلم منه يعود الأسرة والمجتمع أو بالمعنى المتعارف عليه القدوة *4

يكمن جزء كبير من أزمة مجتمعنا إلى الجانب المتعلم أو المكتسب من الضمير حيث يؤدى غياب دور القدوة إلى عدم نضوج الضمير أو تكونه من الاساس حيث يبقى الأنسان يتصرف بمبدأ الأنا والمثل الدارج فى هذا السياق لتوضيح الفارق بين الشخصية التى تتصرف بمبدأ الهو أو الأنا أو التى يحكمها الضمير هو

الهو : يحكمه مبدأ جذب اللذة وتجنب الألم دون أى اعتبار أخر

فمثلا أنا جائع سوف التهم أى شئ بغض النظر ... هل أمتلك هذا الطعام أم هو ملك لشخص أخر

الأنا : يحكمه مبدأ الظروف دون أى أعتبار أخر

فمثلا أنا جائع والطعام الموجود ليس ملكى سوف أنتظر حتى لا يرنى أحد وسوف التهم كل ما أريد

الأنا العليا - الضمير : يحكمه مبدأ الأخلاق والخوف من الله تعالى فمثلا أنا جائع والطعام الموجود ليس ملكى سوف أستئذن من صاحبه أن اخذ منه أو سوف أكبت رغبتى حتى أعود إلى بيتى

أتمنى أن تكون الصورة قد إتضحت فى الفرق بين أنماط السلوك حسب تكوين الشخصية , وهى تحدث لجميع الأشخاص عبر مراحل النمو العمرى وهنا تكمن ازمة مجتمعنا فمن أنماط السلوك التى نراها حولنا نتأكد من أن هناك الملايين من الذين لم تكتمل نمو شخصياتهم ..

بجد استفدنا كتير

جزاكم الله خيرا